Monday, March 3, 2008

أضواء الشمال



هالة القطبين الشمالي والجنوبي للأرض

أضواء الشمال الجميلة أو فجر اللؤلؤ


يطلق عليها اسم: (هالة بورياليس) و (هالة أستراليس)، وكان أول من سجَّل رؤيتها هو: القبطان كوك المستكشف الذي عاش في القرن الثامن عشر، فقد سجل ذلك القبطان أثناء إحدى الرحلات التي قادته إلى جنوب المحيط الهاديء أن "ظاهرة ما بدت في السماء تشبه في جوانب كثيرة منها الهالة الضوئية المسماة بورياليس".

ومع التقدم العلمي أمكن تعليل سبب حدوث تلك الأضوية الجميلة والرائعة في كلا القطبين في أوقات معينة من العام، وتم الربط بينها وبين فترات الهياج الشمسي، فتبيَّن أن: أنوار الهالات تظهر عند اصطدام الرياح الشمسية العاتية بالجزيئات السريعة الحركة (إلكترونات وبروتونات) المحاصرة في الحقل المغناطيسي، فينتج عن ذلك الاصطدام ألوان خضراء وحمراء غاية الروعة، وهي في الحقيقة عبارة عن: العواصف المغناطيسية العاتية التي تتلاطم فيها الجزيئات عبر خطوط الحقول المغناطيسية المشحونة بالطاقة، التي تهبط بالقرب من القطبين الشمالي والجنوبي، ويؤدي ذلك إلى بروز أضواء ملونة في حلقة مساحتها 4023 كيلومتر حول كل من القطبين. ويشار إلى أن الليالي الخريفية توفر أحسن الأوقات لمشاهدة هالة القطب الشمالي، ويتوقع العلماء أن يكون بالإمكان رؤية هالة القطب الشمالي بالتحديد من الأماكن المرتفعة وذلك خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام تقريبا، أو خلال فترات الهياج الشمسي التي تحدث عادة في الخريف.

وفي يوم 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2004، المسبار بولار التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) صور بواسطة جهاز خاص على متن المسبار ظهر فيها الهالتين القطبيتين بشكل متزامن بقدر كبير من الوضوح، وكانت هذه هي أول مرة يتسنى فيها تصوير ضوء يلمع بشكل متزامن في القطبين الشمالي والجنوبي، فعكف العلماء على دراستها للتعرف على التفاعلات المتولدة عن الهالتين. ولعل أضوية الشمال والجنوب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة في أوقات معينة من السنة هي خير دليل على ما يحيط بكوكب الأرض من طاقة تتجمع في منطقة القطبين وهي تماثل طاقة المغناطيس تماما عندما تظهر آثار قوته في قطبيه الشمالي والجنوبي عندما يجمع برادة الحديد حولهما.وتلك الأضوية في الحقيقة هي ناتج تفاعلات الرياح الشمسية مع الأحزمة المغناطيسية التي يطلق عليها: "أحزمة فان ألن المغناطيسية"، أو ما يسمى بالغلاف الجوي الخارجي الذي يحمي الغلاف الجوي ويعتبر من عجائب خلق الله تعالى


"أحزمة فان ألن المغناطيسية"

وهي التي اكتشفها العالم "جيمس فان ألين" عام 1958، أستاذ علم الفلك بجامعة ولاية أيوا الأمريكية، من واقع مَعلومات القمر الصناعي المُستكشف فأثبت أن الأرض تملك أضخم حقل مغناطيسي بين مجموعة كواكب النظام الشمسي،نتج بالتفاعل بين القلب الصلب للأرض المكون من النيكل كروم وبين الرياح الشمسية، وتكريمًا لذلك العالم أُطلِق اسمه على الحزام الأعلى الذي يحفظ كوكب الأرض، وتوسعت الدراسات بعد ذلك عن تلك الأحزمة، فأثبت العلماء أن كثافة الأرض أعلى من كثافات باقي الكواكب في النظام الشمسي، مما أوجد لها حماية مغناطيسية قوية جدًا تدفع عنها مضار الرياح الشمسية العاتية، وتجعل الحياة ممكنة على سطح الأرض، ووجد العلماء أن الأرض تنفرد بمثل ذلك الدرع وحدها دون سائر كواكب النظام الشمسي، ولا يوجد مثله إلاَّ لكوكب المريخ الصخري، ولكنه أقل من حقل الأرض المغناطيسي بمائة مرة، مما يجعل من أحزمة "فان ألين" المغناطيسية تصميم فريد خاص بكوكب الأرض فقط

No comments: